وفقة مع عواتي…The History make

بسم الله الرحمن الرحيم

 صانع تاريخ

 سيرة ذاتية عن تاريخ الشهيد البطل /حامد إدريس عواتي  مفجر الكفاح المسلح وقائد الثورة الارترية

 2011/8/9

حامد إدريس عواتي الزعيم التاريخي للشعب الارتري الذي يحتل مكانة خاصة  في قلوبنا  وذكرياتنا  وهو مؤسس الكفاح المسلح وقبل كل شيئ هو الحامي المؤسس وأب الثورة الإرترية. كان اسمه مصدر ثقة وطمأنينة وإحساس مفعم بالأمل بحتمية النصر على المحتل وتحقيق حلم الشعب الارتري في الحرية والاستقلال وفي نفس الوقت كان مصدر رعب وقلق دائم للعدو المحتل وأعوانه .

الشهيد عواتي  كان له شرف إطلاق الرصاصة الأولى  شرارة الثورة وإذانا ببداية مرحلة الكفاح المسلح  ضد الاحتلال الإثيوبي , مع اثنا عشر من رفاقه الأبطال الرواد الأوائل  انطلاقا من جبل أدال  أول ساحة لمعركة حربية ضد الاحتلال الإثيوبي وأعوانهم من الشرطة المحلية ، هؤلاء الميامين قدموا حياتهم رخيصة  فداء للوطن الغالي ومن اجل تحقيق  حلم الشعب الارتري في الحرية واستقلال الوطني  وطرد المحتلين الاثيوبين.

لمحة  من السيرة الذاتية للزعيم البطل/ حامد إدريس عواتي

 ولد الشهيد/ حامد إدريس عواتي  في قرية  قرست  التي تقع ما بين تسني وأم حجر في جنوب غرب ارتريا  عام ١٩١٠م ، كان والده يعمل بالزراعة  وتربية الماشية،  علمه والده  منذ سن مبكرة على كيفية استخدام السلاح والذي برع فيه واظهر مهارة عاليه  في دقة التصويب وإصابة الهدف وكذلك علمه فنون الفروسية التي أجادها بشكل باهر مما أكسبه إعجاب واحترام أقارنه وكل من كان حوله من أبناء جيله.

  نشا الزعيم /عواتي  في بيئة إسلامية قروية استمد منها القيم الأخلاقية السمحة مثل الامانه، والإخلاص والشهامة والكرم والشجاعة والإقدام  وقد رسخت تلك القيم العظيمة في نفسه بل تجسدت في شخصه  وساهمت في تكوين شخصيته كزعيم وطني حظي باحترام وتقدير وثقة أبناء الشعب الارتري وقواه الوطنية. 

  ظهرت علامات النبوغ والذكاء وسرعة البداهة وقوة الشخصية  منذ صغره وهذا تجلى في قدرته الفذة في تعلم بل إجادة الحديث والكتابة بطلاقة بعدة لغات (بالإضافة إلى لهجات محلية غير مكتوبة ) وكان يجيد اللغة العربية ، التجرنية ،التقري ، النارا ، الحدارب ، والكوناما وتعلم الإيطالية في فترة وجيزة حيث تم ابتعاثه إلى روما في دورة للمخابرات العسكرية .

في عام ١٩٣٥م  التحق قسرا بالجيش الايطالي المحتل لإرتريا  آنذاك ضمن حملات التجنيد الإجباري للشباب الارتري في المدن والقرى التي كان يقوم بها الجيش الاستعماري الايطالي لحاجته إلى جنود لخدمة حملاته العسكرية  في شرق وشمال إفريقيا ، ونظرا  لقدراته الشخصية التي ذكرناها أعلاه والتي تميزه عن غيرة بوضوح والتي لفتت انتباه  الطليان بموجبها تم إرساله إلى روما بعد فترة وجيزة من التدريب العسكري للالتحاق  بدورة للتدريب العسكري ألاستخباراتي،  تخرج منها ضابط استخبارات وبعد عودته عين ضابط للاستخبارات في المنطقة الغربية ، وعند احتلال الجيش الايطالي مدينة كسلا بشرق السودان عين نائب مدير المدينة .

 بعد الحرب العالمية الثانية وبعد هزيمة الجيش الايطالي واحتلال بريطانيا للبلاد،  عاد عواتي إلى قريته ليمارس حياته المدنية، حيث قام بممارسة الزراعة وامتلاك الماشية وتربيتها. ألا انه سرعان ما دخل في صراع ضد قطاع الطرق والجيش البريطاني في المنطقة الذي قام الجنود البريطانيون حينها بحملة عسكرية لنزع صلاح المواطنين من الرعاة والمزارعين  في المنطقة الغربية الذين كانوا يستخدموها في حمايته ماشيتهم ومزارعهم من عصابات قطاع الطرق المعرفين باسم “ألشفتا” الذين كانوا ينهبون الماشية والمحاصيل من أهالي المنطقة، وصادروا خلالها ممتلكات عدد من سكان منطقة بركه والقاش وقاموابقتل ماشيتهم مما جعل عواتي يتصدى لهم ويقتل جندياً بريطانياً واستطاع عواتي ورفاقه التصدي لهم وطردهم من المنطقة خائبين من حيث أتوا، وأصبحت منطقته والقرى المجاورة أمنه بفضل شجاعته  مما أثار إعجاب وحب المواطنين له بل أن قرى بعيده نسبيا عن قريته كانت تستنجد به عندما تغير عليها تلك العصابات مما أثار حفيظة سلطات الاحتلال البريطاني الذيوجدت عمل الشهيد عواتي تحدى لسلطاتها وأصبح سلطة بديلة لها في المنطقة في نظرها يلجا إليه المواطنين في ظل عجز سلطات الاحتلال البريطاني في فرض الأمن والأمان،  كانت مسألة نزع سلاح المواطنين يعني عمليا الوقع تحت رحمة عصابات الشفتا التي عجزت سلطات الاحتلال البريطاني الحد من خطرها ، مما دفع الشهيد عواتي إلى تشكيل وتجهيز 40 مسلحا نشطوا عسكريا ضد الجيش الريطاني الاستعماري وكبدوه خسائر فادحة مما أضطره إلى التفاوض معهم والتخلي عن استهدافه لمنطقتهم تفاديا للإضطرابات وتهدئة للتوتر وقد كان لعواتي ما أراد وعاد للعيش في قريته في أمن واستقرار وعين  عواتي شيخ الخط رسميا (أي المسئول الأول عن أمن المنطقة) ، ورجع عواتي ورفاقه  إلى القرية مكللين بالنصر وسرعان انتشر صيت عواتي في كل المنطقة الغربية بل وصل إلى العاصمة اسمرا .

حاولت السلطات البريطانية إعتقاله والنيل منه وأجبر على التخفي من منطقته حتى لا يطاله سوء .

كان يقاوم عمليات النهب التي كان يقوم بها الجيش البريطاني وقطاع الطرق وعصابات الشفته الذين اعتادوا نهب ممتلكات سكان المنطقة الغربية .

  أكتسب عواتي ورفاقه خبرة عسكرية جديدة في حرب العصابات إثناء مقامتهم لقوات الاحتلال البريطاني بالإضافة إلى خبرته العسكرية السابقة في الجيش الايطالي  مما كان له الأثر الكبير فيما بعد  عندما بدأ الكفاح المسلح والمقاومة ضد الاحتلال العسكري الإثيوبي.

 عندما قامت إثيوبيا  بخرق قرارات الأمم المتحدة  المتعلقة بالاتحاد الفدرالي بين ارتريا وإثيوبيا وذلك باحتلال ارتريا  عسكريا  وإنزال العالم الارتري وحل الحكومة الارترية والبرلمان  وكل مظاهر الاتحاد الفدرالي ، كما قامت بقمع المواطنين الارتريين الذين خرجوا للاحتجاج والتظاهر سلميا  منددين بما فعلته إثيوبيا ليسمعوا صوتهم للعالم و نكلوا بالوطنين الذين تصدوا لها ومارسوا أبشع أنواع التعذيب بالمعتقلين  من الوطنين والإرهاب والقتل  لإسكات صوت الشعب الارتري وإجهاض مقاومته الباسلة ضد محاولات  إثيوبيا ضم بلادنا قسرا إلى إمبراطوريتهم المتخلفة وكان عواتي حاضرا حينها بالعاصمة يشاهد  كل تفاصيل الجريمة الإثيوبية ، وعندها قرر التصدي للمحتل الجديد وإعلان الثورة ، الا انه  أثر الانتظار للوقت المناسب عندما تتوفر كل العناصر المطلوبة .

الكفاح المسلّح

  في يوليو ١٩٦٠م بمدينة القاهرة عقدت  مجموعة من الطلاب والمثقفين الارتريين من الشباب  وشكلوا  جبهة التحرير الارترية وهم:

1-     إدريس محمد أدم (رئيس البرلمان الارتري)

2-     إدريس قلا يدوس (خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة)

3-     محمد صالح همد (خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة )

4-     أدم محمد أكتي   ( خريج  جامعة القاهرة )

5-     طه محمد نور  ( خريج من ايطاليا )

6-     سعيد حسين   (طالب بجامعة الأزهر)

   وفي البلاد كانت سلطات الاحتلال الإثيوبي ترتاب من تحركات ونشاطات عواتي وبدأت تراقبه باستمرار وبشكل مباشر.

   ذكر الأستاذ  حامد صالح تركي مؤلف كتاب: “أرتريا والتحديات المصيرية” (دراسة وثائقية في الشعب الارتري وكفاحه المسلح) أن  سلطات الاحتلال الإثيوبي قررت اعتقال عواتي وأعدت خطة لاعتقاله  في قريته (قرست) مقر إقامته  في  أغسطس ١٩٦١م ،  وفي الموعد المحدد نشروا قوة كبيرة من القوات الإثيوبية  والشرطة الارترية طوقت القرية من كل الاتجاهات ، ألا أن  عملية الاعتقال قد فشلت  لان عواتي كان لدية علم مسبقا بخطة اعتقاله فغادر قريته  قبل وصول القوات الإثيوبية ، وكان قد أبلغة احد عناصر الشرطة الارترية من الوطنين  بذلك،  فحمل سلاحه وتوجه إلى جبل أدال ومعه رفاقه وبعد تلك الحادثة  قرر عواتي  بدء الكفاح المسلح بعد أن أصبحت المواجهة بينه وبين قوات الاحتلال الإثيوبي  مكشوفة وأن هدف سلطات الاحتلال كان واضحا وهو إجهاض  الثورة قبل أن تولد  وبعد شهر من ذلك التاريخ كما هو معروف انطلقت الشرارة الأولي  للكفاح المسلح بقيادته .

في مقابلة صحفية لصحيفة ارتريا الحديثة مع المناضل /محمد الحسن دوحين  ٧٥ عاما وهو أحد رفاق عواتي من الإحياء يقول :  في عام ١٩٦٠م عندما كان عواتي شيخ خط  أرسل له الشيخ إدريس محمد أدم  رسالة باللغة العربية  ابلغني فيما بعد  عواتي  بمضمونها حيث قال لي أن إدريس محمد ادم  طلب مني حمل السلاح  وبدء الكفاح المسلح وتفجير الثورة ضد المحتلين الاثيوبين  ، ولكنني لم أكن جاهزا في ذلك الوقت ، وبعد أربعة  أشهر من  تاريخ تلك الرسالة  جاء إلى عواتي  الشيخ/ محمد الشيخ داود وهو شخصية  معروفة في المنطقة الغربية  وطلب من عواتي حمل السلاح وشن حرب تحرير وإشعال ثورة  ضد المحتلين الاثيوبين وافق عواتي  ولكنه طلب منه أمداده  بالسلاح والتموين ألازمين  وفعلا قام الشيح /محمد داود بتزويد  عواتي بثلاثة (٣) من بنادق ايطالية قديمة تعرف  (بأبو خمسة)  ومبلغ نقدي قدرة  ٣٠٠  بر إثيوبي  وسكر وشاي، هذا بالإضافة إلى بندقيتان جلبهما إبراهيم محمد علي احد رفاق عواتي من الرواد الأوائل وانا كنت امتلك بندقية واحدة ، ويواصل في حديث ذكرياته عن بدايات الكفاح المسلح  ويقول: كان عددنا سبعة مقاتلين وبعد مدة قصيرة  أصبح عددنا اثنا عشر مقاتل.

ويقول ضمن حديثه أن سلطات الاحتلال الإثيوبي  حاولت الضغط بوسائل متعددة لإثناء  عواتي  عن  هدفه لتفجير كفاح مسلح ضد وجودهم الاستعماري وحاولت سحق الثورة وهي في مهدها، طبقاً لمعاصري  الشهيد عواتي لقد ارسلت اثيوبية  وحدة عسكرية مكونة من ستّ سياراتِ لإعتِقال حامد عواتي ولكنها لم تنجح. بعد ذلك  لَجأَ الإثيوبيون إلى إستعمال وسائلِ مختلفةِ للتَعَامُل مع عواتي حيث أرسلوا إليه  بعض الشخصيات الارترية المعروفة في  أغسطس ١٩٦١م وهم عمر حسنو و عجيل عبد الرحمن لكي يناشدو عواتي للعدول عن الكفاح المسلح، الا أن عواتي رد عليهم ردا حاسما قائلا: ” إذا قمتم بإنزال العلم الإثيوبيووضعتم مكانه العلم الإرتري حينها سأتوقف عن المقاومة” عندما وصل رد عواتي إلى السلطات الإثيوبية  اشتطوا غضبا وقرروا مواجهة عواتي ورفاقه بالقوة وحدها لإخماد جذوة الثورة في بدايتها ولكن خاب ظنهم؛ حينها حشدت السلطات الإثيوبية الإستعمارية قواتها واتجهت لمحاصرة الثورة الوليدة في جبل أدال والتقى الطرفان في معركة حامية الوطيس استمرت لسبعة ساعات شكلت إعلاناً لمسيرة الكفاح المسلح الذي امتد لثلاثين عاماً وتوج بنصر مستحق في مايو ١٩٦١م.

 شهد جبل أدال الحدث المنتظر بعد طول انتظار فكان إعلان الكفاح المسلح والثورة وانطلاق الرصاصة الأولي من هناك إذانا ببداية  فجر جديد ومنعطف تاريخي عظيم في حياة الشعب الارتري وكانت معركة أدال أول معركة ضد الوجود الاستعماري الإثيوبي ورسالة للعالم أجمع  بأن الشعب الارتري قد نفذ صبره  وقرر استعادة حقوقه المنهوبة بالقوة كما أخذت منه بالقوة ، ورغم أن التجهيزات العسكرية من سلاح وعتاد لا يتجاوز السبعة بنادق ايطالية عتيقة وبإمدادات شحيحة  بالمقارنة مع  تجهيزات العدو المحتل المجهز بالأسلحة الحديثة والإعداد الضخمة من الجنود والشرطة  الا أن عواتي ورفاق استطاعوا بجدارة دحرهم وتحقيق النصر العسكري على العدو في أول مواجهة عسكرية معركة جبل أدال ، وكان رفاق  عواتي هم :

1-     عبده محمد فايد (الشهيد الأول)

2-     إبراهيم محمد علي

3-     همد غديف

4-     عواتي محمد فايد

5-     محمد بريق

6-     محمد أدم حسن

7-     صالح جروق

8-     أحمد فكاك

9-     محمد الحسن دوهين

10- أدم فيقوراي

11-علي بخيت

12-إدريس محمود

13-عمر خيراي

 وطبقا لأقوال  معاصري عواتي أن معركة جبل أدال استمرت  ٧ ساعات من الساعة  ٦  صباحا إلى الساعة الواحدة ظهرا حيث تراجعت قوات العدو الإثيوبي القهرى منهزمة ، وأمر عواتي رفاقه بالانسحاب إلى منطقة عمر سنجو، وكان صدى معركة أدال عظيما وكبيرا وسط الشعب الارتري والقوى الوطنية الارترية، حيث وجد الثوار بقيادة عواتي الترحيب والتضامن  من المواطنين أينما حلوا وقد أبدى كثيرا من المواطنين استعدادهمللإنخراط والعمل مع الثوار والقيام بما يطلب منهم من قبل القائد ورفاقه وهكذا بدأ التفاف الجماهير بالثورة وبقائدها ، وأول من بادر وقدم الدعم بعد معركة أدال العظيمة  هو نفسه الذي قدم السلاح والمؤن للثوار قبل المعركة أنه الشيخ العظيم محمد الداود حيث قام ببيع ٣٠ جملا من ماشيته وقدم ثمنها الي القائد عواتي حتى تستمر الثورة ، هذا الرجل العظيم كان مثال الإنسان الارتري في التضحية والإيثار والغيرة الوطنية ونكران الذات. 

بعد الهزيمة الثقيلة التي تلقاها العدو وأعوانه  على يد  القائد عواتي ورفاقه في معركة جبل أدال  حشد العدو  قواته من جديد وحاولوا تطويق الثوار في منطقة اومال  لإبادتها ، حيث جرت معركة عنيفة سقط خلالها شهيد الثورة الأول  الثائر/ عبده  محمد فايد، أيضا فشل العدو مرة أخرى في تحقيق هدفه، وبعد  تلك المعركة التحق بالثوار كلا من / كبوب حجاج وادم جسوير وفي يوم ١٧ فبراير من عام ١٩٦٢م  التحق بالثوار  أحدى عشر من المناضلين وهم  كانوا يعملون في الجيش السوداني كضباط صف  وهم:

1-     محمد إدريس حاج

2-     عمر حامد ازاز

3-     طاهر سالم

4-     عثمان محمد إدريس (ابوشنب)

5-     إبراهيم محمد بهدوراي

6-     محمد عمر ابوطياره

7-     عمر محمد علي (دامر)

8-     كشه محمد كشه

9-     محمد إبراهيم

10-عبد الله إدريس أدم

11- ادم قندفل

كان  كبوب حجاج  معروف بدقته في إصابته  للهدف وكان لديه قول مشهور عنه عند إصابة  كل جنودي للعدو إثناء المعركة  عن طريق القنص من بعيد ويرديه قتيلا  على الفور  كان يقول اللهم اغفر لي .. بهذه الطريقة استطاع  تكبيد العدو خسائر كبيرة في صفوف جنوده في كل معركة يخوضها مما كان له الأثر  في حسم المعركة لصالح الثورة . 

 كل المعارك التي خاضها الثوار كان يقودها عواتي بنفسه ، وذكر المناضل ابورجيله  أن عواتي ومحمد إبراهيم شندي أصيبوا بجروح في معركة “امنيت” ورغما عن ذلك كانوا يواصلون القتال  ويقول أبو رجليه أنهم عندما التحقوا بالثوار كانوا أحدى عشر عسكريا ومعهم مدنيين وقد أدوا القسم أمام القائد عواتي بذلك انضموا رسميا إلى الثوار ويقول انه شارك في الاجتماع الذي تم فيه انتخاب عواتي قائدا عاما لجيش التحرير وحاج محمد إدريس نائبا له ، وذكر أن عواتي خاطب الاجتماع قائلا: ” نحن جميعا ارتريون ويجب أن نخدم بلادنا  بأمانة وإخلاص ونناضل بتجرد من أجل تحقيق الهدف الأساسي وهو تحرير ارتريا من المحتل الإثيوبي وتحقيق حلم الشعب الارتري في الاستقلال والحرية وأي شخص لديه تطلعات وطموحات فردية ما عدا الهدف المعلن عليه أن يترك الثورة ويضع سلاحه، ويذهب لحاله ويجب علينا أن نلتزم بخط الثورة بتنفيذ التعليمات بدقة وصرامة مهما كانت التضحيات المطلوبة في سبيل ذلك وكل ذلك من أجل تحقيق الهدف الأسمى  وهو التحرير والاستقلال لبلادنا وطرد العدو المحتل”.

  في ٢٧ من مايو عام ١٩٦٢م  شعر عواتي بألم في معدته نتيجة تناوله حليب في العشاء، وتدهورت حالته الصحية وعندما أحس القائد عواتي بدنوا أجله  طلب من المقاتل كبوب حجاج استلام بندقيته المفضلة لديه وهو معنى رمزي من القائد تأكيدا على ضرورة استمرار الثورة  والنضال حتى تحقيق الهدف وإلا تتأثر بموت أو غياب القائد ، وفي صباح اليوم الثاني استشهد القائد عواتي واسلم روحه الطاهرة إلى ربه  مع الصديقين والشهداء حسن أولئك رفيقا ، وقررت قيادة جيش التحرير عدم إعلان استشهاده  للشعب ودفن سرا ولم يعلن عن وفاته ألا بعد اربعة سنوات من  تاريخ استشهاده .

  قادا القائد الفذ /عواتي مسيرة الكفاح المسلح  في ظل ظروف صعبة وقاسية جدا وتحديات كبيرة  ألا انه استطاع تجاوزها كلها بفضل حنكته كقائد ثوري ونظرته الثاقبة  وإيمانه القوي بحتمية النصر، وبرغم من مسيرته النضالية كانت قصيرة بعد إعلان الكفاح المسلح  ألا أنه استطاع أن  يضع مسيرة الكفاح المسلح في المسار الصحيح وعلى بر الأمان  ليضمن لها الاستمرارية  وهو ماتحقق فعلا  فيما بعد حيث أصبحت حقيقة  ماثلة للعيان وملء السمع والبصر للعالم أجمع ولم يستطيع العدو المحتل ولا أعوانه العملاء ولا حلفائه  بكل ما كانوا يملكونه من قوه ونفوذ وعتاد  من قهر عزيمة وإصرار الثوار الارتريين  من مواصلة الكفاح المسلح ضدهم الذين لم يكنوا يملكونه  سوى اسلحة عتيدة ومؤن يسيرة ولكنهم كانوا يملكون الإيمان بحتمية النصر النهائي وتحقيق حلم الشعب الارتري في الحرية والاستقلال بفضل قائد عظيم سطر تاريخ شعب عواتي  الرجل التاريخ المعجزة. 

ان الشعب الارتري فقد القائد والزعيم عواتي  في وقت  كان بأمس الحاجة لقيادته الفذة ألا أن عزائه كان في أن القائد ترك ارث ثوري  عظيم شكل معالم الطريق لرفاقه من بعده حيث ساروا قدما على ذات الطريق وهكذا نمت وكبرت ثورة وعمت الوطن كله بعد سنوات قليله. 

ترك عواتي أسرته وابنه الكبير كرار الذي ولد في السجن بمدينة تسني بدون وداع .

التحية والإكبار لهذا الزعيم العظيم الذي ضرب أروع الأمثال في الفداء والتضحية ونكران الذات وسطر لنا تاريخ كتب بمداد من ذهب وأصبحت الثورة الارترية معلما لكل الشعوب.

 وأخيرا وبهذه المناسبة أود أن الفت انتباه كل الارتريين بضرورة تأليف كتاب عن مسيرة عواتي النضالية  حتى تعرف الأجيال القادمة  عن تاريخنا المجيد الذي سطره هذا الرجل.. صانع تاريخنا.

   ساهم في الأعداد/ طاهر أندول (باللغة الانجليزية)

The History maker

Awate, the man of history, occupies special place in our hearts and memories.  He was the guardian, the defender and above all father and the founder of the Eritrean revolution.  While Awate’s name was a source of terror and intimidation to the enemy’s ear and its collaborators, it was causing a sense of great hope for Eritreans, a feeling of protection, defiance, and confidence in the inevitability of the ultimate victory of their legal and just struggle.

Awate is the first Eritrean revolutionary and leader who fired the first bullet of Eritrean armed struggle with 13 other pioneers in the historic battle of Adal.  He dedicated his life serving the cause of his people and demanded no less than the liberation of the man and the land.

A profile of a leader:

Hamid Idris Awate was born at Gerset, located between Tessenei and Omhajer in southwestern Eritrea in the year 1910.  His father was a peasant and known to own a rifle.  Awate was trained by his father how to use that gun.  At early age, he was a very skillful fighter who achieved great superiority in the usage of arms and developed a high knighthood skill that gained him the respect of his generation. 

Grown up in a locality that appreciates and values ethical principles based on honesty and faithfulness, Awate was known to be a man of moral values and a good example for them to follow, trust and was a great leader to be obeyed.

In 1935, he was conscripted by the Italians to serve in the colonial army.  Beside his fluency in Arabic, Tigre, Tigrina, Nara, Hedareb, and Kunama, Awate learned the Italian language within short period of time and was sent to Rome for a course in military intelligence. 

After returning from Italy, he was appointed as security officer in Western Eritrea.  Shortly after that, he served as deputy chief of the city of Kassala, Sudan and surroundings during the brief Italian occupation of that city.

At end of World War II, Awate returned to his village.  He went back to a humble life style where he can farm and raise cattle.  The British soldiers who were searching for arms in western Eritrea have, in the process, confiscated properties and killed cattle of the localities in Gash\Setit and Barka areas.  In a self-defense reaction, Awate killed one of the soldiers.  The British authorities accused Awate of a “crime” and forced him to live as a fugitive for some time.  In the meantime, he was defending his people against the British plunders and other bandits who cross the border from the Sudan, the Shifta from other parts of Eritrea and Ethiopia who used to raid and loot the properties of people of the Gash\Setit and Barka areas as well. 

Awate commanded a group of 40 gunmen who Actively operated against the British forces causing heavy loses among them.  Aware of his great influence and role, the British colonial authorities decided to negotiate with Awate in order to avoid embarrassments and cool the tension with him. A deal was reached and the result was that he could go back to his village and live in peace.

Awate was a symbol of courage, bravery and boldness. His leadership capabilities were enhanced by his daily experiences through the posts he held coupled with his national consciousness and awareness of his people’s problems and concerns.  He was the most respected individual in the Gash\Setit and Barka areas.  The people in these areas had full confidence on him and his leadership.  Many instances are told about his courage and how he was able to fight back when attacked by colonial police and assassins.

When the Ethiopian government broke the terms of the UN Federal Resolution, reducing Eritrea to status of an occupied country, the Eritrean people rose against it, showing their objection to that evil act by the Emperor’s government who adopted all means and ways of torture, intimidations, imprisonments, and killings.  In the face of that,  the Eritreans did not yield or surrender to the Ethiopian unilaterally annulling of the federation agreement.  The Eritreans had no way out but to exercise their right of self-defense.  Martyr Awate witnessed all the details of the Ethiopian ugly act. 

Being a man of initiatives and combat, he didn’t leave events to take course according to the aggressor’s wish. He decided to take an action that would set history straight and restore stolen rights, but he was waiting for the right time to take the most important decision of his life.

The armed Struggle

In July 1960, in the city of Cairo, a group of young Eritrean students and intellectuals held a meeting and formed the Eritrean Liberation Front (ELF).  The group consisted of the following names:

   1. Idris Mohammed Adem (the president of the Eritrean Parliament)

   2. Idris Osman Galaydos (a graduate of law school in Cairo

       University)

   3. Mohammed Saleh Hummed (a graduate of law school in Cairo

        Uni.)

   4. Said Hussian (a student of Al-Az’har University in Cairo) 

   5. Adem Mohammed Akte (a graduate from University of Cairo) 

   6. Taha Mohammed Noor (a graduate from Italy)

Back home, the Ethiopian authorities were suspicious of Awate’s movements and activities, and were watching him closely. 

On his book Eritrea, destiny challenges, Hamid Saleh Turkey wrote about Awate’s beginnings and how the Ethiopian police forces had a plan to arrest Awate in his village in August 1961.  Turkey explains that the Ethiopians deployed a large amount of police forces but their plans were failed thanks to an Eritrean nationalist within the Ethiopian police who informed Awate earlier of that plan. Thus, Awate was able to escape the trap and headed to mount Adal.

Awate’s decision to kindle the armed struggle was reached after a period of long deliberations with other nationalists who operated actively in a network and pledged to deal with the Ethiopians in the language they understand.  That decision which change the course of our history, was a fruit of a well organized endeavors and sincere portrait activities by individuals proven to be loyal to the cause of their people.     

On an interview with Eritrea Al-haditha, issue #75, 2nd year, fighter Mohammed Al-hassan Dohen, a long time friend of Awate and his assistant when Awate was “Shiakh Al Khet”, meaning in charge of a district, says:” In the year 1960, Idris Mohammed Adem sent a letter to Awate, the letter was written in Arabic… Hamid Awate told me that Idris Mohammed Adem was asking him to declare the armed struggle; but he was not ready for it at that time.  After four months, Mohammed Al-Shiekh Daood, who was a famous Eritrean nationalist, came and asked Awate to declare the revolution.  Awate agreed to lead the armed struggle and declare the revolution but asked for support.  Mohammed Al-Shiekh Daood provided Awate with arms, “3 abu khamsa” and gave him 300 Birr with sugar and tea.  In addition, Ibrahim Mohammed Ali brought two rifles and myself owned a rifle.  At the beginning we were only seven, then shortly our number grown to be 13 fighters.”

Awate received a lot of pressures to end the revolution.  The Ethiopian authorities desperately attempted to crush the revolution in its early stages.  According to Awate’s contemporaries, a military unit in six cars was sent to apprehend Hamid Awate but didn’t succeed.  The Ethiopian resorted to using different tactics to deal with Awate.  Mohammed Al-Hassan Dohen indicates in his interview that Omer Hassano and Egeal Abdulrahman did a last minute appeal to end Awate’s rebellion on August 1961.  Awate responded saying:” If you want us to end our armed struggle, then you better lower the Ethiopian flag and raise up the Eritrean flag.”

When the Ethiopian got that defiance reply, they lost their temper and decided to use aggressive military measures against Awate and pioneers. 

The mount of Adal witnessed the birth of the long awaited event, the declaration of Eritrean revolution.  Armed with strong believe in their just cause, Awate and pioneer made the history of our armed struggle in Adal with very poor preparations in terms of arms, men and equipments which were incomparable to the Ethiopian machinery and hardware.   Nevertheless, they waged their first fierce battle against the Ethiopian occupation in mount Adal.  The freedom fighters, the “RA’EEL” pioneer, who accompanied Awate, were the followings: 

1. Abdu Mohammed Faid (the first martyr) 

2. Ibrahim Mohammed Ali 

3. Hummed Gadef 

4. Awate Mohammed Faid 

5. Mohammed Beareg 

6. Mohammed Adem Hassan 

7. Saleh Giroog 

8. Ahmed Fekak 

9. Mohammed Al-hassan Dohen. 

10. Adem Fegoorai 

11. Ali Bekhit 

12. Idris Mohmoud 

13. Omer Kerai

According to Awate’s contemporaries, the battle of Adal lasted for 7 hours from (6 am to 1 pm).  Failing to crash the newly formed Eritrean Liberation Army (ELA), the Ethiopian forces retreated back and Awate ordered ELA fighters to withdraw to Obel area then to the area of Omer Siggo.  The reaction to Adal battle was great among Eritreans.  The Eritrean people showed their support and solidarity with their revolution.  The ELA pioneer received a warm welcome wherever they go.  On his side, Mohammed Al-Shiekh Daood sold 30 camels to raise the needed amount of money to supply the revolution and submitted that money to Awate. 

Having received a humiliation in the battle of Adal, the Ethiopians were alarmed by Awate’s performance in that battle. They started massing their forces to carry out a large-scale attack.  The Ethiopians were able to encircle ELA in the area of Omal where another fierce battle took place and resulted in martyrdom of the first Eritrean freedom fighter, Abdu Mohammed Faid.

ELA was getting stronger as new well-trained fighters who serve in the Sudanese military forces began to join the armed struggle.  Kiboop Hejaj and Adem Ge’sear joined Awate and at later time, on February 17th 1962, another group consisted of 11 freedom fighters joined too. They were:

1.      Mohammed Idris Haj 

2.      Omer Hamid Ezaz 

3.      Taher Salem 

4.      Osman Mohammed Idris (abu shenap) 

5.      Ibrahim Mohammed Behdouri 

6.      Mohammed Omer Abdella (abu tyara) 

7.      Omer Mohammed Ali (Da’mer) 

8.      Kisha Mohammed Kisha 

9.      Mohammed Ibrahim 

10.    Abdalla Idirs Adem 

11.    Adem Gendifel

Kiboob Hejaj was famous for his accuracy at pointing and shooting at the enemy.  Asking forgiveness for killing his enemy in the battlefield, he used to say: ”Af feni” in Tigre language, which means forgive me, because Kiboob knows that when he points, he will never miss.  

Awate led all the battles fought during his life.  Freedom fighter Abu Rigella reported that after the battle of Amnait, leader Awate and Mohammed Ibrahim Shandi got wounded.  He says that, they were 11 military and civilian individuals joined Awate, they swear in front of him, and declared their commitment to fight with him. 

Abu Rigella attended the meeting when Awate was elected as a leader unanimously and Mohammed Idris Haj as his deputy. He says” Awate addressed the meeting saying: “ We are all Eritreans, we have to serve our country with honesty and sincerity, we are here to achieve a goal, and if there is anybody who may has individual ambitions other than the declared objective, then, he must leave now.  We all have to show extreme commitment and dedication and carry out the commands and instructions of the leader, no matter how hard they are, for the cause of our country.”” 

On May 27th 1962, Awate drunk milk for dinner, then soon told his unit that he was not feeling good.  His condition began to deteriorate quickly.  It is said that Awate called pioneer Kiboob Hajaj and gave him his beloved gun emphasizing on the continuations of the revolution.  The next morning, Awate rested in peace.  The ELA decided not reveal the martyrdom of Awate, and they buried him secretly.  Awate’s martyrdom was made public 4 years after his death. 

Martyr and leader Hamid Idris Awate lead the armed struggle in its critical times.  He laid the way for this new Eritrean experience to take its shape.  Awate died when our revolution was in desperate need for his leadership.  He has gone but left huge legacy of self-reliance.  He left without a farewell to his comrades, people, family, and most importantly his wife and son Karar who was born in the jail in the city of Tessanai.  May Allah\God bless him and bless all our martyrs.

On this occasion, I would like to call the attention of all Eritreans for the need to have a book about our great martyr and leader Awate.  The new generation needs to learn and understand our history.

 Contributed by Taher Indoul 


Published in: on أوت 11, 2011 at 5:40 ص  التعليقات على وفقة مع عواتي…The History make مغلقة